كشف العالم الفلكي عدنان الشوافي، أن المريخ "الكوكب الأحمر"، يكون في التقابل يوم 27 يوليو / تموز الجاري الساعة 5:07 صباحًا بالتوقيت العالمي (UTC) بحيث تكون الأرض واقعة بين الشمس والمريخ، و بالنسبة للراصد من الأرض يلاحظ يومها تزامن شروق المريخ لحظات غروب الشمس ويكون المريخ مرئيا طوال فترة الليل، مشيرًا إلى أن تقابل المريخ يرافقه اقتراب المريخ من الأرض ليبدو أكبر حجمًا وأكثر سطوعًا.
ولفت الشوافي في حديث خاص إلى "لايف ستايل"، إلى أن ما يجعل هذه الظاهرة متميزة وملفتة للأنظار واهتمام العامة والمتخصصين، لأن اقتراب المريخ الى اقرب مسافة له من الأرض يختلف كثيرا من دورة إلى أخرى، وهذا ما جعل المريخ (ثاني أصغر الكواكب حجما)ً أكثر سطوعا في السماء من المشتري عملاق كواكب المجموعة الشمسية.
ويشرح الشوافي تفاصيل الظاهرة قائلًا الأرض هي ثالث كوكب يدور حول الشمس كل 365 يومًا، والمريخ هو رابع الكوكب فمداره خارج مدار الأرض ويستغرق 687 يوم ليكمل دورته حول الشمس، و يحدث التقابل عندما تمر الأرض بين المريخ و الشمس وتحتاج الأرض ليتزامن مرورها بين المريخ و الشمس لتكرار الظاهرة 780 يوما في المتوسط ، و لا تتكرر الظاهرة على مسافات متساوية بين المريخ و الأرض لمداراتهما الاهليجية (ليست دائرية تماما) وخصوصاً المريخ شذوذ المداري كبير مقارنة بالأرض لذلك عندما يكون في الحضيض يقترب من الشمس إلى 1.38 وحدة فلكية (206.6 مليون كيلو متر ) وفي الأوج يكون بعيد من الشمس بنحو 1.52 وحدة فلكية (228 مليون كيلومتر) ، بينما الأرض تقترب و تبتعد عن الشمس من 147.1 - 152.1 مليون كيلومتر، مبينا أن المريخ عادة يبلغ أعلى سطوع له كل دورة في التقابل ونتيجة للشذوذ المداري يكون المريخ في اقرب مسافة له من الأرض عندما يحدث التقابل والأرض أقرب إلى اوجها و المريخ أقرب إلى حضيضه.
وبيّن أن المريخ يبلغ اقرب مسافة من الأرض هذا العام بتاريخ 31 يوليو / تموز متاخرا 4 أيام بعد التقابل ياتي عادة هذا الفارق البسيط نتيجة الشذوذ المداري، مبينا اقترب المريخ من الأراضي إلى مسافة نحو 57589570 كيلو متر ما يعادل 0,3849625 وحدة فلكية ، ليكون بأعلى سطوع له هذه الدروة و اقصى سطوع له يستمر لعدة أيام لان سطوعه لا يختلف كثير من يوم تقابله في تاريخ 27 يوليو/تموز إلى يوم بلوغه اقرب مسافة من الأرض في 31 يوليو/تموز، لأن فارق المسافة بسيط ويعوضه زيادة التعامد التام للأشعة المنعكسة من المريخ يوم التقابل ليحافظ المريخ على اقصى درجة سطوع له بقدر - 2.8 خلال الفترة من تاريخ 26 يوليو/ تموز حتى 4 أغسطس / آب و يكون حجمه الظاهري 24.3 ثانية قوسية و سطوعه أشد من المشتري حيث تبلغ القدر الظاهري لسطوع المشتري قدر - 2.2 رغم ان حجمه 38.3 ثانية قوسية، الا ان المريخ يتميز بقدرة سطحه على عكس الأشعة، و بشكل عام يستمر المريخ اشد سطوعا من المشتري هذه الدورة لنحو شهرين فمنذ تاريخ 7 يوليو/ تموز الجاري اصبح المريخ اشد سطوعا من المشتري وسيستمر حتى نهاية أغسطس/ آب المقبل.
وأعلن أن هذا هو ما جعل تقابل واقتراب المريخ في هذا الشهر مميزًا لأنه يفرق كثيرا عن دورات آخرى فمقارنة مع تقابل المريخ في 3 مارس 2012 بلغ المريخ اقرب مسافة له من الأرض قدرها 0.674 وحدة فلكية تعادل 175% المسافة لهذا التقابل، وكان المريخ قطره الظاهري 13.89 ثانية قوسيه اصغر من مما هو عليه هذه الأيام بنسبة 75% و مساحة سطحه تبدو اقل من ثلث ما هو عليه في هذا التقابل و كان سطوعه يقارب نصف سطوع المشتري، لذلك عادة يحتاج المريخ من 15 إلى 17 عامًا ليكون في تقابل يجعله بنفس السطوع الحالي هذا الشهر فمنذ اخر مرة كان بسطوع تاريخي عام 2003 يعود هذا العام بسطوع مقارب له ولن يتكرر بدرجة مقاربة قبل عام 2035. ويشير إلى أن المريخ خلال 780 يومًا يبتعد من الأرض إلى ما يقارب 6 أضعاف المسافة التي اقترب اليها، مما يجعل حجم المريخ يصغر ليقترب من 3.49 ثانية قوسية و يزيد حجمه ليقترب من اقصى حجم متوقع له 25.68 ثانية قوسية.
وقال الشوافي إن هناك عدة أحداث مهمة لكوكب المريخ في يوم 27 يوليو / تموز فبعد 18 ساعة فقط من التقابل يقترن المريخ بالقمر ليكون القمر و المريخ و الأرض و الشمس على استقامة واحدة. ويذكر أن تقابل المريخ هذا العام يوم 27 يوليو/تموز متزامنا مع تقابل القمر المخسف كليا لنحو 104 دقيقة هو الأطول حتى نهاية القرن 21 مما يجعل المريخ يبدوا ساطع اسفل القمر المخسف في كوكبة الجدي و يكون القمر على امتداد الخط الواصل من النجم الفا إلى النجم بيتا الجدي (سعد الذابح) والمريخ اسفل القمر بنحو 6 درجات قوسية، وبالنسبة للراصد من الوطن العربي يشاهد المريخ و القمر إلى الجنوب و اقصى ارتفاع للزاوية الراسية للقمر تكون نحو 60 درجة جنوب الجزيرة العربية تقل كلما كان الراصد في منطقة إلى الشمال اكثر.
يبدو للراصد منتصف الليل ظاهريا كوكب المريخ و القمر و كوكب زحل في مستوى افقي متقارب و زاوية استطالة نحو 31 درجة و يزداد تقارب استقامتهم بمستوى افقي في اليوم التالي قبل منتصف الليل. وجميع الأحداث المذكورة تكون مشاهدة في حالة سماء صافية من السحب و الغيوم و لا يوجد ما يعيق او يشوش الرؤية، كما أشار إلى أن الخسوف الكلي للقمر سيشاهد من جميع دول الوطن العربي حيث يتزامن شروق القمر على المغرب و غرب موريتانيا بداية مرحلة الخسوف الكلي بينما يشرق على تونس و الجزائر خلال تقدمه في المرحلة الأولى من الخسوف الجزئي و يشرق على ليبيا خلال تقدمه في المرحلة الأولى للغبش (الدامي ) وأما مصر وبقية مناطق ودول الوطن العربي الواقعة إلى الشرق منها تشهد جميع مراحل الخسوف الكلي في مساء 27 يوليو/تموز مطلع 28 حسب توقيت كل بلد.